الماضي، المستقبل والحاضر

الطفولة هي البنية التحتية للحياة…ـ

‏خبرات الماضي هي الأبجدية التي تُكوّن لغة الحاضر والمستقبل…ـ

‏علاقاتنا الأولى هي القوالب التي نحاول أن نُدخل علاقاتنا الحالية فيها لتتشكل بشكلها…ـ

‏كلها دروس تعلمناها دون وعي كما تعلمنا الكلام والمشي…ـ

‏إن قيل "دع الماضي أو انساه" فاعلم أن ذلك محال!ـ

واعلم أن من لم يفهم دور ماضيه في حاضره، ولم يعتبر طفولته أساساً لبنية مستقبله، ولم يعِ أنماط علاقاته التي تتكرر تلقائياً من خلال اختياراته ومشاعره وردود أفعاله وقراراته، فمن المحتم أن تتكرر مشاكله وتستمر معاناته وإن ألبسها ثياباً جديدة أو أقنعة جميلة…ـ

‏ليتغير المستقبل، ادرس الماضي!ـ

قد يظن بعض من قرأ هذه التغريدات بأن أهمية الماضي تعني عدم أهمية الحاضر بالضرورة، أو أن المقصود هو إلقاء اللوم على الأبوين في مايخص معاناتنا وعلاقاتنا. لا يمت ذلك الظن للحقيقة بصلة.ـ

فليس فهم الماضي ممكناً بدون خبرة الحاضر، وفهم دور العلاقات الأولى يختلف عن تبرير العلاقات الأخيرة…ـ

فقد لا نستبصر بوجود الماضي حياً في الحاضر حتى نوجه بصيرتنا لما يحدث في الحاضر بأعين لا تحجب الماضي أو تغض النظر عنه…ـ

كما أن فهمنا لعلاقاتنا مع والدينا ليس نتيجة سرد منطقي للذكريات، وإنما نتيجة إدراك لوجود مشاعر وأنماط علاقية مشابهة في الحاضر مع آخرين…ـ

لتدرس الماضي تدبر الحاضر!ـ

والله من وراء القصد

27/09/2022 @yasseraddabbagh ياسر الدباغ

↑Back to Top