نعيش في عالم من الانغمار بـ"المعلومات"…ـ
نواجه، بلطف، معركة محتدمة تهدف للفوز بانتباهنا يخوضها عشرات، بل مئات من الجيوش التي تهاجمنا من خلال الشاشات…ـ
إبتداءً من القنوات الفضائية التي لا حصر لها وإنتهاءً بمقاطع وسائل التواصل الاجتماعي التي قد لا تزيد عن بضع ثوان في طولها…ـ
كم أخشى أن تشرذم انتباهنا الذي تتنافس على شظاياه تلك الجيوش "المعلوماتية" يجرنا للانزلاق في منحدر لا قاع له، نفقد فيه مهاراتنا الذهنية شيئاً فشيئاً دون أن "ننتبه" لتلك الفجوة المتنامية في عقولنا.ـ
ليست فجوة يمكن ملؤها بـ"المعلومات"،ـ
فالمفقود هو ما يُمَكّن العقل من الإفادة من أي معلومات… ـ
لم يعد للتفكير والتحليل والاستنتاج والاستنباط والفهم والقياس والقراءة والنقد قيمة أو داعٍ عندما نستعيض بثوان على وسائل "التشتت"…ـ
لم يعد للصبر مكان، ولا توجد مساحة للتفكر والنظر للداخل والاستبصار،ـ
وفَقَدَ الوصال والتراحم جُلّ الفُرَص المتاحة لحدوثهما… ـ
كيف ننتصر في حربٍ تهدف لاحتلال كل جُزَيء من انتباهنا إن لم يكن لدينا من الانتباه ما يتيح لنا النصر؟
وهل ندق ناقوس الخطر المحدق الذي يكاد يقضي على أذهاننا إن افتقدنا الانتباه اللازم لكي يوقظنا صوت الناقوس؟
والله من وراء القصد