أزمة القراءة لدى العرب:ـ
•
نسبة من يستطيع القراءة: 76% فقط (في أوروبا 99%، جنوب شرق آسيا 95%)
•
معدل القراءة السنوي: بضعة فصول من كتاب حسب تقرير من يونيسكو عام 2003 أي قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي (في أوروبا 35 كتاب)
•
مدة القراة السنوية: 6 دقائق حسب تقرير عن النمو الثقافي من مؤسسة الفكر العربي (في أوروبا 200 ساعة) لكن لم تشمل أمور مثل قراءة القرآن والجرائد وغيرها.
•
أحدث وأدق الإحصاءات تشير إلى أن معدل مدة القراءة السنوية 35.24 ساعة (مدى: 7.78 إلى 63.85) حسب مؤشر القراءة العربي عام 2016 👇
•
وحسب نفس المؤشر فإن معدل عدد الكتب المقروءة سنوياً 16.08 (مدى: 1.74 إلى 28.67)
ويبدو أن هنالك تحسن بطيء في تلك المؤشرات، لكنه بطيء جداً.ـ
عوامل مؤثرة:ـ
•
قلة قراءة الوالدين للأطفال ومعهم
•
قلة مشاهدة الأطفال لوالديهم في حال القراءة
•
كتب المناهج الدراسية التي لا تُحفز على القراءة وتجذب الأطفال لها أو تشجع الفضول للبحث عن المادة المقروءة
•
قلة وجود الكتب الأدبية والقصص الموجهة للأطفال، بما في ذلك ما هو مكتوب باللهجات الدارجة، وعدم التشجيع في المدارس على قراءتها إن وُجدت
•
ثقافة تقدم كون الفرد على اطلاع بأحدث الأخبار والتطورات في مختلف المجالات على كونه على درجة عالية من الاطلاع على علمٍ ما أو عدة علوم أو قارئاً للأدب
•
ثقافة لا تشجع القراءة على انفرادٍ وهدوء
•
صناعة نشر ضعيفة تنتج في العالم العربي كله أقل مما تنتجه تلك الصناعة في دولة أوروبية واحدة تعداد سكانها أقل من عُشْر العرب
•
ضعف جودة المنشور من المنظور الجمالي، فنجد أن جاذبية أغلفة الكتب ضعيفة ولا توصل أهمية ما في الكتاب بنفس الدرجة مقارنة بالكتب في الغرب
•
هذا بخلاف ضعف حركة ترجمة الأدبيات غير العربية وضعف جودة ترجمة كثير منها
وبالطبع فإن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المتزايد وسهولة الإدمان على ما يُقدّم في ثوانٍ أو دقائق معدودة تخلق توهماً بأن الوقت لا يسمح بالقراءة التي تستغرق ساعات… فلماذا نقرأ كتاباً إن أمكن الحصول على "الزبدة" في ثوان؟
نحن أمة كانت أول كلمة في أول "كتاب" هي "اقرأ"، ووُجّهت لرجل أُمّيّ. لكن مسارنا انحرف عن ذلك الأمر الإلهي. قد حان الأوان لتعديل مسارنا!ـ
يمكننا بالتأكيد أن ننظر لكل تلك العوامل المؤثرة والعمل على تغييرها…ـ
لكن العوامل التي أظنها الأهم هي أول عاملين بعاليه… المسألة تبدأ في الطفولة المبكرة وفي المنزل. عندما يوجد نموذج يُحتذى وممارسة مبكرة وتشجيع وتحفيز على القراءة المتنوعة والجاذبة للطفل فمن المرجح أن تتكون لديه عادة ممتعة تستمر مدى الحياة. وليست المسألة متعلقة بالضرورة بما يظن الوالدين أن في محتواه منفعة، بل وليس منحصراً في ممارسة مهارة القراءة، بل في الأمر عمقٌ نفسيٌ خفيّ…ـ
عندما تكون القراءة للطفل، والقراءة مع الطفل، خبرة ممتعة، مسلية، لطيفة، جذابة، يتشارك فيها طفل مع أهم الأشخاص في حياته، والذين تكونت معهم روابط لا تستمر حياته بدونها، فإن هذه الخبرات تضيف استقراراً لتلك الروابط، وهو بحد ذاته عامل مهم للاستقرار النفسي ولمستقبل العلاقات لدى الطفل (حسب نظرية الترابط، أو كما تُسَمّى خطأً بنظرية التعلق). لكنها أيضاً توجد ربطاً شرطياً لخبرة العلاقة الحانية المستقرة مع القراءة، بحيث تصبح القراءة في المستقبل مصدراً للشعور بالاستقرار والأمان!ـ
لكن المسألة تتعمق أيضاً لكون الوالدين في معظم الحالات المصدر الأول للقيم والأخلاقيات التي تُشَكّل الأنا العليا لدى الفرد، ومصدر المُثُل والصور المثالية للشخصية التي تُوَجّه تطور الطموحات، وبالتالي تكون الأُسُس التي تُشَكّل الأنا المُثْلى. لذلك فإن خبرات القراءة المشتركة وخبرة النشأة في بيت قُرّاء تتحول لدوافع لامَوْعِيّة لخلق الدافعية للقراءة تتصارع مع أي دوافع شهوانية لامَوْعيّة باحثة عن ملذاتٍ ورغبات يمكن لها أن تشغل صاحبها عن البحث عن العائد الذهني والوجداني الآجل من القراءة لكونها تعد بحوافز عاجلة. فهنا تكون تلك الخبرات في طفولتنا داعمةً للأنا في تأجيله لإشباع الرغبات، وهي مهارة ذات فوائد عظيمة تتعدى القراءة وتشمل كل جوانب الحياة.ـ
لذلك كله وأكثر، فقد تكون لعودتنا للأمر الإلهي ("اقرأ") من الآثار العميقة على تكوين شخصياتنا وتشكيل ثقافة أجيالنا ما لا يمكن حصره في مثل هذا المقال القصير…ـ
💐
والله من وراء القصد
02/01/2025 @yasseraddabbagh ياسر الدباغ