لكل من حدثني في عيادتي عن نفسه
لكل من باحت لي في العلاج بأوجاعها
لكل من فتح باب أسراره وأدخلني فيها
لكل من كشف عورات سيرته وأشركني معاناته
لكل من أمنت لي بالنظر في جروحها
لكل من أذن لي بعد الجهد بالشعور بآلامه
لكل من وضعت لصدماتها كلمات ثم نطقت بها لتُسمعني تلك الآهات
لكل من أثراني بجوده وسخائه النابع من ضرائه وبأسائه
لكل من علمتني حياتها حدود خبرات الإنسان، حلوها ومرها
لكل من شرفتني بمصاحبتها رحلة التغلب على مصاعبها
لكل من أخرج مني آمالاً له أو لها
لكل من زرع في قلبي آمالاً للبشرية
لكل أسرة نزعت الحجب عن خفايا بيوتهم ليستحضروا لي تكوينهم
لكل أمّ تدفق منها سيل قلقها على طفلها في عيادتي
لكل أبٍ أخرج نفسه من كبرياء المثالية وعرض نفسه لمنظور الواقعية
لكل من أذنوا لي بمعيتهم في شقائهم وباركوا لي مواجدتي لمعاناتهم
لكل طفلٍ منحني عضوية في عالم علاقاته
لكل مراهقة أكرمتني بفرصة علاجها
لكل شيخ صبر على أسألتي واستفساراتي
لكل عجوز غمرتني بلطف ترحابها
لكل من روى لي أحلامه ومن سردت لي أمانيها
....
شكراً... شكراً.... شكراً لهم
لا تفي كلمات الشكر حقهم
وامتناني لهم يصنعني، وكرمهم الجم يُحَجّمني
خبراتي معهم تحددني وتعلمني وتوجهني وتلهمني
معيتهم شرف لا يفقدني إياه مرور الزمن
ودعوتهم لي لحضور مشاهد حياتهم لا أُقدّر لقيمتها العظيمة ثمن
....