.
.
في المقابل، يمكن للمريض تسمية ووصف "المعاناة النفسية"، ولا تقاوم التفصيل أو الإسهاب أو التحول في الأحلام والتخييلات. ويسهل على المريض أن يقول "أنا أعاني". ويجد ذو المعاناة النفسية أريحية في الحديث عنها، وقد يجد راحة يكتسبها من التحدث بها مع صديق أو معالج.ـ
.
معالجة الألم النفسي للمريض من تحديات التحليل النفسي لأن الألم النفسي قد يوقف أو يبطئ تقدم العملية التحليلية. للتغلب على هذا العائق، قد يهدف التحليل مساعدة المريض لأن يُحوّل الألم النفسي إلى معاناة نفسية، أي لإعادة تنشيط سلسلة التحولات التي تولد الترميز اللغوي والفكر لدى المريض. وهي مسألة مضنية وبطيئة قد تختبر العلاقة العلاجية التحليلية وبطرق شتى.ـ
إلا أن "الإعقال" الذي يحدث في تلك العلاقة مع الاحتواء والقدرة على التحمل يؤدي إلى تحول وتطور تلك الخبرات إلى ظواهر عقلية منظمة بشكل متزايد تدريجياً، تنتقل من وضعها العالق لـ "التمثيل" ثم للترميز ثم للتجريد، ومن ثَمّ يبدأ المريض في تكوين القدرة على احتواء تلك العواطف واحتمالها والإسهاب في وصفها وتكوين طبقات من المعاني المرتبطة بها. أي يتحول الألم النفسي إلى معاناة نفسية يمكن للمريض أن يعمل عليها وخلالها للوصول لحالة وجدانية أكثر استقراراً.ـ
.
والله من وراء القصد