أرجو السماح مسبقاً على طول الرسالة، ولكن ستتضح ضرورة التفاصيل للقارئ
أولاً أحب أن أقول أنني أرجو أن يكون من نشر هذه الأكاذيب قد صدّقها وينوي حماية الآخرين. الواقع هو أن من ينشر هذه الأكاذيب إذا علم الحقيقة فعليه أن ينشر الحقيقة كما نشر الأكاذيب، لأنه من الممكن أن يمتنع أو يتردد أو يتأخر البعض من الحصول على المصل وقد يؤدي ذلك لمضاعفات أو وفيات خاصة لدى الأطفال والحوامل. هل يريد هؤلاء الذين ينشرون مثل هذه التراهات أن يتحملوا ذنب من يتخلف عن التطعيم بسببهم؟ـ
فيما يلي أُفَصّل الحقائق العلمية المرتبطة بالإنقلونزا والمصل. ومن قرأ هذه المعلومات وقرر أن الأكاذيب المذكورة في الرسائل والإيميلات ومقالات الصحف وغيرها حقّ فإنني قد بلّغت، فاشهدوا
نظريات المؤامرة استمرت على الرغم من أن أول من حصل على التطعيم في أمريكا هما ابنتا الرئيس أوباما. نظريات المؤامرة استمرت على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية نشرت تقريراً بأن مئات الملايين من الذين حصلوا على المصل خلال الأسابيع الست السابقة بخير ولا أعراض جانبية تذكر. نظريات المؤامرة ما زالت متداولة على الرغم من أن ما بين ربع وثلث سكان أوروبا وسكان أمريكا الشمالية قد حصل على التطعيم إلى تاريخ كتابتي لهذه الرسالة ومن المتوقع أن ثلاثة أرباع السكان في الدول المتقدمة سيحصلون على التطعيم قبل انتهاء موسم الشتاء
الحقائق
مصل إنفلونزا (هـ ١ ن١) لا يجب الخوف منه أبداً وقد حصلت عليه قبل معظم الناس بصفتي طبيب في مستشفى أطفال في كندا، ثم حصلت عليه ابنتي ذات الأربع سنين ثم ابني (١١ سنة) وأخيراً حصلت عليه زوجتي اليوم
الأولوية في التطعيم هي للأطفال وخاصة الأطفال بين ستة أشهر وعشرة سنين من العمر وذوي الإعاقات والأمراض المزمنة، وكذلك الحوامل والعاملين بالقطاعات الصحية و من يعيش مع أطفال تحت سن ستة أشهر أو يعتني بهم. هذا التطعيم لا يختلف عن التطعيم السنوي من الإنفلونزا الموسمية في أي شيء سوى نوع الإنفلونزا. أما كبار السن ومن يُنصح عادة بالحصول على التطعيم سنوياً من الإنفلونزا الموسمية فيستحسن الحصول على التطعيمين وليس (هـ ١ ن١) فقط. الاختلاف الآخر هو أن الأطفال تحت سن الخامسة يستحسن حصولهم على التطعيم مرتين لكي تتكون عندهم مناعة كافية، ولكن قد تتغير هذه النصيحة إن ثبت أن جرعة واحدة تكفي
من يحصل على التطعيم يحصل على المناعة من المرض ولكن بعد فترة بسيطة لأن المناعة ستتكوّن ببطء. أما من لم يحصل عليه، فسوف يصاب بالمرض في الغالب (والأمر كله بيد الله طبعاً)ـ
ليس هناك سبب للخوف إن أصيب شخص لم يحصل على المصل بهذه الانفلونزا إن لم يكن من الأطفال أو الحوامل، لأن المرض سيشبه إصاباته السابقة بالانفلونزا. المصاب ينصح أن يعتزل في بيته لمدة عشزة أيام لكي تكتمل النقاهة ويقل نشر العدوى
أحد الأسئلة الشائعة هو عن ضرورة تطعيم الحوامل. من الأمور التي لا يعلمها الكثير من الناس هو أن المرأة الحامل يزيد احتمال المضاعفات الجانبية عند إصابتها بالإنفلونزا بأربعة أضعاف عن عامة الناس، والأهم أن مضاعفات الإنفلونزا (سواء الموسمية أو هـ١ ن١) أخطر بكثير لدى الحوامل من عامة الناس. لدرجة أن نسبة مرتفعة من الوفيات بسبب الإنفلونزا تكون من الحوامل. بالإضافة إلى ذلك فإن الإصابة بالإنفلونزا أثناء الحمل قد تم ربطها في الأبحاث الطبية ببعض المضاعفات الخطيرة في نمو الأجنة، بعضها يتم اكتشافه بشكل سريع (أثناء الحمل أو مباشرة بعد الولادة) وبعضها خفيّ لا ندركه إلّا بعد سنين. على سبيل المثال، احتمال الإصابة بمرض الفصام (الشيزوفرينيا) في العشرينات من العمر يتضاعف عند من وُلد لأم أصيبت بالإنفلونزا أثناء الحمل. وهذه من الأسباب التي تحمل الكثير من الأطباء لنصيحة كل الحوامل بالحصول على مصل الإنفلونزا (سواء الموسمية أو هـ١ ن١). وأخيراً فإن انتقال انفلونزا هـ١ن١ للجنين قد يؤدي للإجهاض
التقارير التي تحذر من التطعيم خالية من الصحة تماماً. هذا التطعيم مجرد تحديث آخر للتطعيم من الانفلونزا الموسمية والذي يجب تحديثه سنوياً عل أية حال. مثله مثل أي تطعيم آخر، هذا التطعيم خضع لأبحاث طبية للتأكد من سلامته وفاعليته. لقد انتشرت المقالات و المداخلات على الانترنت التي تعبر عن قلق الناس، بل و إحساسهم بالرعب، وبخاصة الحوامل، من هذا المصل لكونه "حديث" ولأن الأبحاث لم تكتمل نتائجها (أو هكذا يدّعون). وقد سمعت وقرأت من المغالطات الكثير. من الناس من ربط هذا التطعيم بالأسطورة (التي ليس لها علاقة بالحقيقة بأي شكل من الأشكال) والتي تتهم المصل الثلاثي بأنه يتسبب بمرض التوحد عند الأطفال، ويبررون الخوف من التطعيم من الإنفلونزا (هـ١ ن١) وخاصة للحوامل أنه لا يمكن التنبؤ بعواقبه المستقبلية على الجنين، ومنهم من ينقل كلام بعض المسؤولين والأطباء والذي يدعو للانتظار حتى تنتهي الأبحاث ويفسرون ذلك بأنه دليل على احتمال وجود خطر من هذا التطعيم
موضوع انتظار نتيجة الأبحاث قد أسيء فهمه. لا يمكن لمسؤول في أي قطاع صحي أن يفتح مجال التطعيم قبل انتهاءالحد الأدنى من الأبحاث من الناحية القانونية. (علماً بأن معظم هذه الأبحاث قد اكتملت وبدأ استخدام التطعيم). كذلك فإن الأبحاث تستمر بعد السماح بالحصول على التطعيم. المشكلة هي أن الناس يعتقدون أن هذا التطعيم قد تمت صناعته في شهور قليلة وبالتالي لا يمكن أن نثق فيه، وكأنه تجربة علمية لم تكتمل بعد. ّهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة
التطعيم من الإنفلونزا، مثله مثل التطعيم من الكثير من الأمراض، يتكون من ٣ أجزاء: مواد حاملة و مواد محفزة للمناعة بالإضافة إلي أجزاء من الفيروس (إما معطلة بشكل كامل أو بشكل جزئي). المشاكل يحتمل حدوثها نظرياً بسبب التطعيمات "الجديدة" قد تنتج من أي من هذه المواد الثلاث، مما يستدعي دراسات طويلة لعدة سنوات قبل طرح مصل "جديد" للتداول العام، بما فيها دراسات على حيوانات التجارب ودراسات السلامة على متطوعين من البشر ثم أبحاث لدراسة فاعلية التطعيم على البشر. وللعلم فإن الغالبية العظمى من المضاعفات الناتجة عن التطعيمات الجديدة تنتج عن المواد الحاملة والمواد المحفزة للمناعة
هذا بالنسبة للأمصال "الجديدة". أما الأمصال التي يتم تحديثها سنوياً فإن المواد الحاملة والمواد المحفزة للمناعة لا تتغير إطلاقاً ولا يوجد مبرر علمي لإعادة دراسة سلامة تلك المحتويات أو فاعليتها، والمتغير الوحيد في هذه التطعيمات هي المواد الفيروسية، والتغيير فيها بسيط و جزئي ومن السهل دراستها. لذلك من الممكن إنتاج تطعيمات مُحدّثة سنوياً للإنفلونزا الموسمية بعد دراسات قليلة وسريعة النتائج. في حالة إنفلونزا هـ١ن١ تحديث هذه المواد الفيروسية لا يحمل احتمالات لمضاعفات جانبية مختلفة بأي شكل من الأشكال عن المضاعفات الجانبية من التطعيم الموسمي للإنفلونزا
إحدى نظريات المؤامرة تدعي أن المصل وسيلة لنشر مرض "ﭼيليان باريه".، ويستدلون على ذلك أن مصل إنفلونزا الخنازير التي انتشرت في أواخر السبعينات من القرن الماضي أدى إلى حدوث مئات من الإصابات بهذا المرض. الحقيقة هي أن ذلك المصل قد تم إعطاؤه لأكثر من أربعين مليون شخص في أمريكا فقط، وأصيب حوالي خمسمائة شخص بمتلازمة ﭼيليان باريه، وليس من المؤكد أنهم أصيبوا به بسبب المصل. أي أننا لو افترضنا أن المصل هو السبب، فنسبة الخطر واحد من كل مائة ألف حاصل على المصل، بينما أكثر من واحد من كل ألف يموت، نعم يموت بسبب الإنفلونزا. لا يوجد تدخل طبي خال من الأعراض الجانبية، ولكن يجب أن تكون احتمالات الفائدة أعلى بكثير من احتمالات الضرر. لاحظ أننا لا نعلم إن كان المصل هو سبب إصابة هؤلاء بتلك المتلازمة. وإن كان هو السبب فإن احتمال حدوثه ضعيف جداً. كذلك فإن هذه الحادثة تمت قبل ٣٠ سنة. لا يوجد شك في أن الطب تقدم كثيراً خلال هذه الفترة. تذكر أن الملايين قد حصلوا على المصل لإنفلونزا (هـ١ن١) ولم تحدث هذه المضاعفات. أي دليل أقوى من ذلك تريدون؟ـ
كذلك الرعب من الإنفلونزا(هـ ١ ن١) ليس له سبب علمي على الإطلاق. ما لا يعلمه الكثير هو أنه في الوقت الحاضر، حوالي ٩٧٪ من المصابين بالإنفلونزا في العالم، سواء تم تحليل نوعها أم لا، هم مصابين بالإنفلونزا (هـ١ ن١). كذلك فإن ما بين ١٥٪ و٢٠٪ من الشعب في أي دولة قامت بإحصاءات قد أصيب بالمرض إلى تاريخ كتابتي لهذه الرسالة
كذلك ليس هذا بمرض مختلف بأي شكل عن الإنفلونزا العادية إلا أن الإنفلونزا المعتادة تسبب معظم وفياتها عند كبار السن وهذه تسببها لدى الأطفال أكثر لكونها حديثة تماماً على جهاز المناعة. هذا المرض ليس قاتلاً أكثر من الإنفلونزا الموسمية المعتادة، ولكنه أكثر صعوبة على الأطفال
المشكلة الوحيدة من إنفلونزا (هـ ١ ن١) هي أنها ستنتشر بشكل سريع جداً وهذا يسبب ضغط شديد على الأنظمة الصحية وعلى الاقتصاد. لو انتشرت الإنفلونزا الموسمية بنفس السرعة لأدّت لنفس النتيجة. وللعلم فإن الإنفلونزا الموسمية تقتل مئات المرضى سنوياً ولكن لا تعير وسائل الإعلام لهذه الحالات اهتماماً. أما هذا النوع الجديد من الإنفلونزا فيبدو أنه يتسبب في نسبة أقل، نعم أقل، من الوفيات
عدد الوفيات من هـ١ ن١ ما زال إلى الآن أقل مما اعتدنا أن نراه بسبب الإنفلونزا الموسمية. ولكن لأن المصابين بإنفلونزا (هـ ١ ن١) سيكون في النهاية عددهم أكبر بكثير من الإنفلونزا الموسمية ابتداء من خريف ٢٠٠٩، فستكون الوفيات الناتجة عنه أكثر عدداً على الرغم من أن نسبتهم المئوية من بين كل المصابين بالمرض أقل.ـ
أكثر من ٩٠٪ من الناس يصابون بالانفلونزا من وقت لآخر على مدى حياتهم، ولذلك يتوقع بعض العلماء أن أكثر من ٩٠٪ من البشر في العالم (باستثناء المطعّمين) سيصابون بالانفلونزا (هـ ١ ن١) في خلال ما بين سنتين و ثلاث سنوات. لذلك فإنه من شبه المؤكد أن من لا يحصل على التطعيم سيصاب بالإنفلونزا سابقاً أو لاحقاً. المشكلة هي العدد الهائل وليست صعوبة المرض
تخيل لو كان هناك في يوم من الأيام ما يمنع ٢٥٪ فقط من العاملين في القطاعات الحكومية من العمل دفعة واحدة... أو لو لم يستطيع خمس الأطباء أن يقوموا بعملهم. هذه هي المشكلة الحقيقية، وليست شدة المرض. كذلك فإن قابلية الأطفال للمضاعفات الجانبية من هذا المرض تعني طبيعة المرض المألوفة من الإنفلونزا الموسمية (والتي تكون أكثر شدة لدى كبار السن) مختلفة في هذه الحالة وقد لا يكون استعداد الجهات الصحية لها ملائماً
نصيحتي لمن يرغب تفادي هذه العدوى أن يحصل على التطعيم، وخاصة إذا أصبح متوفرآً لعامة الناس (في الغالب لن يتوفر لكل الناس في بداية الأمر)، وأن لا يخاف من المرض في حالة عدم الحصول على المصل حتى لو أصيب بالمرض لا قدّر الله. ولكن يجب على الفئات التالية الحصول على المصل:ـ
١-كل الحوامل
٢-كل الأطفال فوق ستة أشهر وتحت العاشرة من العمر (وخاصّة من هم تحت الرابعة من العمر)ـ
٣-كل من يعيش مع أو يعتني بأطفال تحت سن ستة أشهر
٤-كل من يعاني من أمراض مزمنة أو خطيرة أو يعاني من ضعف المناعة أو مصاب بإعاقات خلقية أو عقلية مهما كانت أعمارهم
٥-الأطباء والممرضات (وعوائلهم) ومن يعمل في القطاعات الصحية حيث يتم التعرض للمرضى
أما من لا ينتمي لأي من الفئات السابقة، فنصيحتي أن يحصل على المصل عند توفره لأنه بذلك يعين الآخرين ويعين الأنظمة الصحية حتى لو لم تكن عنده أسباب أهم للحصول على المصل
بالمناسبة، تسمية إنفلونزا "الخنازير" تسمية مضلّلة. أولاً ليس للخنازير دور في انتشار المرض لأنه ينتشر من البشر إلى البشر. ثانياً إنفلونزا الخنازير إنفلونزا قديمة جداً وسبق أن أصيب بها البشر منذ أكثر من ٣٠ سنة كما ذكرت سابقاً. ثالثاً إنفلونزا (هـ ١ ن١) مكونة من خليط من أحد أنواع الإنفلونزا الموسمية عند البشر (هـ٣ ن٢) وأحد أنواع انفلونزا الطيور و هجين نوعين من أنواع انفلونزا الخنازير (الكلاسيكية و اليوروآسيوية).أي أن الخنازير ليس لهم سوى الثلث. رابعاً (هـ ١ ن١) فيروس حديث من الناحية المناعية لم يسبق تواجده بهذه المواصفات سواء بين البشر أو بين الخنازير
من بين المصائب الناتجة عن سوء الفهم وردود الفعل المتهورة أن قامت الحكومة المصرية بإبادة الخنازير في مصر. قد يتعجب القارئ من وصفي لهذا التصرف بأنه مصيبة، ولكن يزول العجب عندما تعلم أن للخنازير الدور الرئيسي للتخلص من النفايات العضوية في بعض المدن في مصر، حيث تلتهم الخنازير في مزارع خاصة نسبة عالية من النفايات، وقد أدت إبادتهم إلى تراكم القمامة في شوارع القاهرة، ونتج عن ذلك من المشاكل والأمراض ما قد ينافس مضاعفات انتشار العدوى بالإنفلونزا
من أكثر ما يضايقني قيام وسائل الإعلام بتهويل و تحريف المشكلة. بسبب انعدام الدقة سيمتنع الكثيرون من التطعيم. وبسبب انعدام الدقة يقوم الناس بتصرفات خاطئة
مثلاً: ارتداء القناع يستحيل أن يحمي مرتديه من الإنفلونزا. يستحيل
الأقنعة التي تحمي مرتديها من العدوى غير متوفرة إلّا للعاملين في القطاعات الصحية و يجب تفصيلها على الوجه واختبارها بدقة لمعرفة ما يمكنه الدخول للجهاز التنفسي
ارتداء القناع العادي المنتشر بين الناس مطلوب فقط من المصابين بالانفلونزا، نعم المصابين وليس من يرجو الحماية من المرض، لأن تلك الأقنعة تقلل من احتمال أن ينشروا العدوى للآخرين
الحماية الوحيدة من هذه العدوى، إضافة للحصول على التطعيم، هي تفادي المصافحة وغسل اليدين بعد مقابلة الناس وذلك باستخدام المعقم الكحولي، وإن لم يتواجد فبالصابون العادي. كذلك فمن المنصوح به هو تفادي زيارة المستشفيات لأسباب غير صحية بقدر الإمكان (مثلاً التقليل من الزيارات الاجتماعية بالمستشفيات) ـ
كل هذه الاحتياطات تنطبق على الإنفلونزا الموسمية، ولكن لأن انتشار الإنفلونزا الموسمية محدود إلى حد ما، فإن هذه الاحتياطات غير شائعة أو معروفة للكثيرين
في النهاية أرجو للجميع دوام الصحة وأدعو للمرضى بالشفاء العاجل. وأرجو من القارئ أن ينشر هذه المعلومات إن وجد فيها ما يفيد الآخرين، ولا تنسونا من صالح دعائكم
د. ياسـر عمار الدباغ
استشاري أمراض نفس الأطفال ومختص بالإعاقات العقلية والتوحد، وباحث في العلوم العصبية الأساسية
أستاذ مساعد بكلية الطب بجامعة أوتاوا، كندا
22/11/2009