مقاومة المعلومات المغلوطة ليست عملية واضحة المعالم. فإن غَلَوْت في مقاومة أكثر المعلومات تطرفاً في خطئها، ازدادت مصداقيتها لدى متبنيها. والمعلومة التي تقترب من وسط طيف المغالطة يتبناها عادة نسبة أكبر من الناس، فتخلق مقاومتها عدداً أكبر من الأعداء…ـ
ولا بأس في خلق الأعداء لو تخلى عن المعلومة الخاطئة من الناس أكثر ممن تزداد مصداقيتها لديهم، لكن التنبؤ بذلك محال غالباً. في الطرف الآخر للطيف، كلما كان الخطأ في المعلومة طفيفاً ازدادت صعوبة تصحيح المعلومة في كثير من الأحيان وتطلبت شرحاً للتفاصيل قد لا يسعه الانتباه القصير لأكثرنا
لذا فإن من يحمل على عاتقه عبء تصحيح المعلومات يواجه معضلة تنبع من درجة بعدها عن الصواب. ولكنه يواجه معضلات أخرى كذلك. فإن كان دفاعه عن الصواب مشحوناً أو غاضباً أو متعجلاً أو نابعاً من شخصنة المعلومة وكأنها تمس هويته، ازدادت مصداقية المعلومة الخاطئة لدى متبنيها…ـ
وإن استسهل الدفاع عن الصواب فلم يلتزم الحقائق بدقة ولم ينتقِ الكلمات والأسلوب أو لم يشرح رسالته لتصل معانيها لأغلبية الفئة الموجهة لها بوضوح، فقد تزداد الضبابية ويضل كثير ممن أراد تصحيح معلوماتهم. لذلك كله فإنها مهمة صعبة يستسهلها أكثر من يقوم بها حسبما أرى. ولكن لكل مجتهد نصيب.ـ